القرآن الكريم الحمد لله الذي قصم بالموت رقاب الجبابرة و كسر به ظهور الأكاسرة و قصر به آمال القياصرة الذين لم تزل قلوبهم عن ذكر الموت نافرة حتى جاءهم الوعد الحق فأرداهم في الحافرة فنقلوا من القصور إلى القبور و من أنس العشرة إلى وحشة الوحدة و من المضجع الوثير إلى المصرع الوبيل
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد ابن عبد الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حارب أحد أو وقف في وجه كتاب الله يريد أن ينال منه إلا وكانت الهزيمة من نصيبه بشكل عاجل لأن القرآن الكريم محفوظ من الله عز وجل لقوله تعالى "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" فلو اجتمعت البشرية كلها على هدم كلمة أو حرف واحد فيه لن يستطيعوا المساس به ويجب أن نطمئن لهذا تماماً أما نحن فإننا مقصرون تجاه كتاب الله تعالى فلم نطبقه في واقع حياتنا ونحن الذين تركنا هؤلاء يتجرؤون على كتاب الله ويفعلون بنا الأفاعيل وأحب أن أقول إن من واجبنا أن نشغل أنفسنا ببيان عظمة ما في أيدينا وهو القرآن الكريم لأنه أمر عظيم وكما يقول الشيخ الغزالي يرحمه الله إن الإسلام بضاعة ثمينة تريد تاجراً شاطراً لعرضها والحقيقة أن عدم وجود التاجر الشاطر هو الذي يسيء إلى ما في أيدينا من قيمة أوجدها الله تعالى لنا وفضلنا على بقية خلقه بنزول القرآن علينا.